تطور مفهوم الموارد البشرية عبر الزمن ليبدأ بــ “إدارة شئون العاملين” والذي ظهر مع بداية الثورة الصناعية وظهور الشركات كثيفة العمالة. حينها ظهرت الحاجة لإدارة تكون مهمتها احتساب حقوق الموظفين المالية وشئونهم الأدارية.
ثم تطور المفهوم عبر الزمن ليصبح “ادارة الموارد البشرية” مع ادراك ان البشر لهم احتياجات معنوية، وانه على الشركة ان تراعي هذه الاحتياجات وان تطور من اداء الموظفين حتى تحصل على الأداء الذي تريده.
ثم تطور المفهوم اخيرا ليصبح “رأس المال البشري” او Human capital management … ظهر هذا المصطلح مع الأدراك العميق لدور العنصر البشري الفاعل في الشركات … لو نظرنا الي الشركات الرائدة في العالم مثل ابل ومايكروسوفت وجوجل و GE والشركات اليابانية والألمانية المشهورة ، ستجد شهرتها من اختراعات وابداعات انتجتها … اي انها في النهاية نتيجة لنتاج فكري مميز. اي ان رأس مال هذه الشركات الحقيقي هو الأفكار او براءات الأختراع … وكلها في النهاية ناتج من بشر مبدعون. لذلك نجد ان عناية هذه الشركات بموظفيها عناية استثنائية.
رأس المال البشري يعرف على انه “منهج عمل ينظر للموظفين على انهم احد اصول الشركة التي يمكن قياس قيمتها حاليا وتحسين وزيادة قيمتها بالأستثمار فيها”
والسؤال الذي يتبادر لأذهاننا كعاملون في مجال الموارد البشرية او قياديون في شركاتنا … هل نتعامل مع الموظفين بهذا المفهوم؟ هل نراهم اصول بالفعل؟ هل نستثمر فيهم؟ هل نستطيع ان نقيس قيمة القوة البشرية لدينا ؟
واقع الأمر ان الكثير من العاملين في الموارد البشرية ليسوا سوى مديرين شئون عاملين، غارقين في الأعمال الورقية والحضور والأنصراف ولوائح الثواب والعقاب !!!. بالطبع هذا جزء لايتجزأ من مهامهم، ولكن يفترض الا يمثل اكثر من 20% من وقتهم. الشكل التالي يوضح اطار عمل افتراضي لمهام الموارد البشرية.
وفقا لدراسة اجرتها الجمعية الدولية لإدارة الموارد البشرية فإن 70% من وقت موظفي الموارد البشرية مهدر في الأعمال الورقية. مدير الموارد البشرية بحق هو من يدرك مهامه الفعلية ويقوم بها. ادارة الموارد البشرية اصبحت تسمى الآن في كثير من الشركات الكبري بالـــ “الأدارة الأستراتيجية للموارد البشرية” … كما ان مدير الموارد البشرية اصبح يطلق عليه “شريك الموارد البشرية” او HR Partner … كلها مسميات تعكس الدور الحيوي لهذه الأدارة.
مدير الموارد البشرية هو اول شخص يتم تعيينه في الشركة من قبل المؤسسين، فهو من سيبحث عن الموارد البشرية التي سينوط بها تحقيق خطط المؤسسين.
هناك مقارنة شهيرة بين مدير الموارد البشرية قديما وحديثا
قديما …
يركز على الأعمال الأدارية وفي تتبع اخطاء الموظفين. هو اداة الأدارة العليا في البطش بالموظفين. هو عصا الأدارة بمعنى ادق. لا علاقة له بالتخطيط، وانما دوره ان يستجيب للأحداث. معزول عن اهداف الشركة ورؤيتها. صلاحياته الأدارية على موظفيه فقط. وليس له ادوات فعالة في الأدارة. في الغالب لايمثل قيمة كبيرة للشركة الا اذا كان اداتها في البطش وترويع الموظفين!.
حديثا …
تركيزه على دوره الأستراتيجي في المؤسسة ومع ذلك فهو لايهمل اعماله الأدارية بل لديه ادوات تعينه وتسهل له مهامه الأدارية. الموظفون يحبونه لأنه من يسعى لتحقيق اهدافهم المهنية كما يحقق اهداف مؤسسته، فهو يجتهد ليحقق العدل بين الطرفين. هو مبادر ويخطط دائما. الشركة بكل اقسامها تعتبره مستشار لها، لذلك فصلاحياته متوسعة وممتدة. الأدارة العليا تراه استثمار لها واحد اركان الشركة.
للمزيد يمكنك مشاهدة محاضرة ” الاتجاه الحديث في نظم معلومات الموارد البشرية”
اترك تعليقًا